خلال الأسبوع الماضي ، تمت دعوتنا لحضور جلسة عصف ذهني لدى أحد كبرى وكالات السيارت. كان الوقت المخصص ساعة ونصف حول إنشاء شركة ناشئة تقوم بعملية تحول رقمي لطريقة عملية بيع السيارات. بدء الحديث حول التحولات التي غيرت حياة الناس (أوبر كمثال) ثم انطلق بعضنا حول سرد الأفكار في أنحاء مختلفة ، وكان ممثلو الشركة يقومون بمناقشة كل فكرة وحسناتها وسلبياتها. بعد انصرافنا ، وجدت زميلا يشكو من عدم نجاعة الاجتماعات والأفكار الحالمة في الهواء والتي بالتأكيد لا تتحول إلى تنفيذ (مجرد أحلام) ، الآخر أضاف أنه لم يتفاعل لأنه يحب تخصيص وقت خاص لتحليل كل فكرة وأنه لم يعط له المجال.
السؤال لك أيها القارئ الكريم : هل مر معك تجارب مشابهة لإجتماعات عصف ذهني دون نتائج واضحة؟ هل هناك أمر غير صحيح فيما جرى؟ إن كنت ممن مر بنفس التجربة فإنه على الأغلب تخرجون من الإجتماع دون مخرجات واضحة.
قام Chris Grivas & Gerard J. Puccio في كتابهما الرائع The innovative team: unleashing creative potential for breakthrough results بالإجابة عن هذه المشكة بنظرية التفكير الإبداعي عبر فريق العمل (FourSight) التي تحدث فيها عن أنماط الناس المختلفة في التفكير ، وقد فصلها على النحو التالي:
1- الحالم (Ideator) : وهو شخص يحب الأحلام ويبحث دوما عن الصورة الكلية.
2- المطور (Developer) : من إسمه ، يحب المسير والتطوير داخل إطار محدد.
3- المتسائل (Clarifier) : يجيد طرح الأسئلة والتحليل لكل فكرة.
4- المنفذ (Implementer) : يفكر دائما في النتائج.
الذي يحصل أن أن المنفذ على سبيل المثال ، لا يرتاح لتأليف الأفكار ، وإنما يحب أن تكون الفكرة جاهزة للتنفيذ في وقت معين بمخرجات معينة. والحالم ، لا يرتاح أبدا للحديث عن التنفيذ ويحب البقاء في دائرة الإبداع والتفكير. لذا فإن على أي فريق عمل ينتوي المضي في عملية التفكير الإبداعي الجمعي أن يتبع مراحل معينة يضمن فيها مشاركة الجميع مع مراعاة أنماطهم بل والإستفادة منها رغم تعارضها في بعض المراحل.
في المقال القادم سنتحدث عن المراحل وماهو المطلوب من منسق الإجتماع وجميع الأعضاء.
تحياتي،،،
التعليقات