العادة الثامنة من الفعالية إلى العظمة

قررت البارحة أن أقوم بمراجعات لكتاب “العادة الثامنة” لستيفن كوفي ، وهو كتاب كنت قرأته منذ 7-8 سنوات. وهو من الكتب التي أستفيد من إيحاء أفكارها حتى اليوم. سأحاول في هذا التلخيص السريع على التركيز في جزء العظمة الشخصية من الكتاب.
يتمحور حول فكرة إيجاد االصوت أو الشمال الحقيقي لحياتنا، ولا يتم هذا في رأي كوفي إلا بوجود :
1 – حرية الإختيار :
وهي المسافة بين المؤثر والإستجابة ، ويعني بها عند تعرضك لظروف أو مواقف قاسية. مثال ، مدير غير كفؤ وغير صادق يسعى للضغط عليك في أعمال لا تمت إلى عملك بصلة. تتراوح ردرود أفعال الناس بين شخص يتكيف معه للحفاظ على وظيفته وآخر يسعى لخلق ظروف أخرى إيجابية لتحسين الوضع الحالي ومن ثم الإنتقال إلى فرصة أفضل. الإستجابة للفعل هي الفارق الرئيس بين الأشخاص العاديين الذين يعيشون وفق ظروقهم ، والأشخاص العظماء الذين يرفضون الظروف ويخلقون ظروفا جديدة إيجابية بواسطة قدراتهم.

2- التكامل بين الرؤية ، الإنضباط ، الحماس والضمير:
يتجسد هذا الأمر عبر تطوير الذكاءات التي ولدت معنا ، ووتحقيق التوازن في مناحي الحياة جميعا. فلا يصح أن تكون عظيما (أن تجمع بين المهارات والعلاقات) لكنك لست مستقيما على سبيل المثال. الذكاءات الأربع هي :

أولاً : الذكاء العقلي IQ (الحاجة إلى التعلم)
الرؤية تتكون عن طريق التعلم المستمر ، وتشمل تنمية مهارات التفكير ووالتحليل والتخصص الدقيق والثقافة العامة وغيرها عبر قراءة الكتب والدورات والمؤتمرات.

ثانياً : الذكاء الجسدي PQ (الحاجة إلى العيش)
الإنضباط يتأثر غالبا بالمرونة النفسية والقدرة على التركيز والتي تتبع بشكل كبير إلى الجسد. إشباع هذه الحاجة يشمل الاعتناء بالصحة والرياضة الدورية والنوم الكافي.

ثالثاً : الذكاء الروحي SQ (الحاجة إلى ترك الأثر والمعنى)
تحديدا راحة الضمير بأن ما تقوم به أو تحققه لا يتنافى مع القيم والأخلاق التي تعارفت عليها جميع الأديان والأعراف. والبشر عموما بحاجة إلى ملجأ روحي دائم للشعور بالطمأنينة وشحذ العزيمة.

رابعاً : الذكاء العاطفي EQ (الحاجة إلى الحب وبناء العلاقات)
الحماس والإيجابية عموما ، تشتمل على الذكااء العاطفي الذي يتكون من فهم مشاعر الآخرين واحتياجاتهم ، وإتقان طرق التواصل والتحكم في الذات.

قام كوفي في هذا الكتاب بالتعامل مع كيفية تطوير كل ذكاء بخطط تفصيليلة وأورد بعض القصص لأشخاص تعاملوا مع واقعهم بطريقة مختلفة ليوصل القارئ إلى مفهوم(العظمة) وهو القدرة على خلق إستجابة مختلفة للظروف.

ويبقى السؤال ، كيف بإمكاني تفعيل محتوى الكتاب وتطبيقه على أرض الواقع.
الجواب ، هو عليك أن توجد رسالة وخطة شخصية تنفيذية سنوية وربع سنوية وشهرية وأسبوعية تتمحور حول هذه الذكاءات والحاجات ، وهو ما سنتطرق إليه في تدوينة أخرى قادمة إن شاء الله.

التعليقات